-->
مدونة نوال الفيفي مدونة نوال الفيفي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

قلب مجروح

قلب مجروح


قلب مجروح

كان يعيش حياة مليئة بالأسرار الغامضة يلاقي العطف والدلال لكنه كان يقضي وقته بالهرب أو التهرب بمعنى أصح يهرب دائما من معرفة الحقيقة التي يخاف منها كان يحس أن والده وأمه يحملان شيئا غامضا لا يعرف حقيقته ،هكذا مرت الأيام والأيام يغمره الدلال والعطف كان لا يطلب من والده شيئا إلا قابله له بالتلبية والتنفيذ ولكنه يحس بنظرات والده التي تتهرب منه دائما ، يهرب دائما من أن تقع عينه على فراس وببعض الأحيان قد تشتد الحال ويحدث للوالد انهيار عصبي وبلحظة من اللحظات حدث للوالد هذا الانهيار ذهب به مسرعا إلى المستشفى عندها كانت حالته قد ازدادت سوءا يسأل فراس الطبيب قائلا ماذا عند والدي أيها الطبيب ؟ 

يقول الطبيب : لا أعرف بالتحديد ولكن 
الطبيب النفسي يقول أنه يتضح عليه أنه نادم على شيء ما أو قد يكون عمل عمل لا يرضى عنه مما يجعله يتذكره ولا يستطيع أن يصلح ما فات هذا تفسير، أو قد يكون يمر بذكرى حزينة جدا مما جعلته مكسور الخاطر، وهناك احتمال أنه قد مر بتجربة عاطفية  باءة بالفشل هذا كله مجرد تفسير ولكن قد يكون هناك سرا غامض آخر ،لكن يتوجب عليك ألا تخف فنحن سنبذل جهدنا لمعالجته.


 بدأ فراس يفكر ويرجع بذاكرته إلى الوراء لم يتذكر شيئا كل ما مضى ذكريات يتمنى أن تعود حب وفرح وعطف وحياة سعيدة تعم أرجاء الفيلة التي يعيش فيها لم يفهم سر مرض والده ولم يعرف ذلك الشيء الذي يجرح قلبه مما يعكس عليه الحزن  الشديد وكأن خنجرا مسموما يوجه إليه الطعنات كل ما تقع عينه على فراس هكذا الإحساس لدى فراس !!

رجع فراس إلى المنزل تسأله والدته أين والدك ماذا أصابه هل أخبرك الطبيب مما يتوجع ؟ 

فراس : لا تخافي يا أمي كل ما في الأمر أن الطبيب يقول أنه محتاج إلى الراحة قليلا ، لأنه يمر بحالة نفسية شديدة  ، أمي ما بك هل تحسي بالدوار أم أنتي حزينة على والدي لا تخافي ليس بالأمر شيء مهم كلها أيام معدودة وهو عائد إلينا بمشيئة الله  .  
ولدي أنت لا تفهم شيء أنا وحدي أعرف ما جرى  وأعرف هذا الذي يؤثر على نفسيت والدك.                

 فراس : إذا الحمد لله أخبريني حتى يسهل علاجه .   

 ولدي إني أخاف على صحتك كثيرا لذلك يجب أن أبقى ساكتة هكذا ...  
يكفيني أن هناك قلبان مجروحان ينزفان قهرا وألما بسببي لذلك لا أريدك أن تكون ألقلب الثالث .
 فراس: أمي يبدو أن بالأمر شيء خطير يجب أن تتكلمي لأجل صحة والدي أما بالنسبة لي لا تخافي فأنا أتمتع بصحة ونفسية قويه أرجوك أخبريني .   
نعم سأخبرك ليس لأجل والدك بل لأني حزينة ونادمة وأريد من يستمع إلي  يبدو أن الله قدر كل هذا لأخبرك أنت بكل شيء، فراس أتمنى أن تستمع إلي وتفهم ما أقول وتعذرني إن أمكن ولا تتركني وحيدة لأن كل ما حدث مني كان خوفا من الوحدة أتعدني ؟ 

 نعم      نعم أعدك     كوني واثقة بي فكيف أقدر أن أترك أعظم أم بهذه  الدنيا  ؟!

 ولدي فراس أنت حقا لا تفهم شيء  ولكن يجب علي أن أحكي قبل فوات ألأوان ، والدك يا فراس  تزوج من امرأة أخرى بعد زواجنا  بسنوات قليلة كنت أحب والدك لدرجة كبيرة  قد تجعلني أضحي بأي شيء من أجله  حتى لوكان عمري بأكمله  كنا نعيش نحن الاثنان حياة سعيدة لا أستطيع أن اصف لك مدى حبي لوالدك وأيضا  والدك  كان يغمرني بحبه وعطفه وحنانه كنت قد كسبت قلبه إلى مدى كبير كان يلبي كل ما أطلب منه، لو كان باستطاعتي لفرشت له الأرض فلا وزهرا  ليشم عبيره ويتدلل بنعومته ، كنت أحاول دائما أن أبعد عن ناظره كل ما قد يستولي على قلبه ويأخذ مكاني إلى أن ظهرت تلك المرأة ؟ امرأة تحمل من الجمال الكثير ، تحمل قلبا صافيا نقيا ، يظهر على ملامحها تلك الطيبة الزائدة، كانت امرأة أرق من نسيم الصباح، امرأة تحمل قلبا وسيعا، عطوفة رحيمة لا أستطيع أن أفيها حقها مهما قلت وكتبت من الأشعار فيها إنها حقا امرأة نادرة الوجود يخيل إلي لو أن نساء العالم بصفاتها لطار طير الحمام بسلام ، ولعمت المحبة والفرح والسرور أرجاء العالم ولكن للأسف الشديد إن وقعت هذه الصفات بيد لا تعرف الرحمة، بيد لا تقدر هذه النعمة ، بقلب لا يملك إحساس بعقل متسرع غيور، للأسف الشديد هذا حقا ما حصل هذه المرأة وقعت بتلك اليد الظالمة وهي يد والدك ، بالبداية لا أنكر أنها ملكت قلب والدك فهي حقا تجلب كل قلب مرهف حساس تزوج منها والدك بدأ ينسى أن له زوجة أخرى بدأ ينساني شيئا فشيئا.            
فراس:  وأنتي يا أمي أصبحتي تغارين منها جدا أليس هذا صحيح ؟ 

نعم هذا ما حدث في كل يوم يزداد حب والدك لها  فهي فعلا تملك قلب تتحدى به  كل العشاق ، أتصدق أنها بطيبتها وحنيتها بدأت تدخل قلبي  ولكن أحاول تجاهل ذلك أحاول التهرب منها لأني أصبحت  أحقد عليها  فهي  أخذت مني  زوجي وأخاف أن تمضي الأيام ويرمي بي وينسى حبي له  فأنا أيضا أحبه فهو أول من دق له قلبي ولكنه أصبح لا يرى سوى هذه المرأة أمام عينيه دائما يتحدث عنها لسانه لا يعرف سواها  ولكني لا أنكر كان شبه عادل بيننا ولكن كنت  أخاف من المستقبل ماذا لو أنجبت له الأطفال ماذا سيكون موقفي ؟ 

  ولكني الآن حزينة على والدك الذي يحمل ذنب تلك المرأة المسكينة ولكن أنا لا ذنب لي كل الذنب عليه  فقط لتسرعه أنا لم أقصد أن يحصل ما حصل ولكنني َسكْتُ عما حصل !

ماذا حصل أخبريني يا أمي ولدي فراس أنا أعرف أنك شاب  عاقل تستطيع أن تستوعب ما أقول.. ماذا تريدي أن تقولي تكلمي فكل آذاني صاغية ؟
ولدي : نعم يا أمي أنا كنت أغار منها لسبب واحد فقط أنا امرأة عقيم لا أنجب وقد اضطررت أن أوهم أباك أنه هو العقيم الذي لا ينجب كنت أخاف من أن يتزوج علي ولكن للأسف هذا ما حصل وبعد زواجه لم أستطع مصارحته . 
  أمي أمي كيف تقولي هذا أنا هو ولدك فراس أنا هنا أمامك كيف تقولي  أنك عاقر وها أنا أمامك  آ لقد  فهمتك اضطررت إلى عدم الإنجاب بعد ولادتي  أهذا ما حصل أمي ؟ 

لا يهم فكثير من النساء هكذا تنجب إحداهن طفلا واحدا ولا تنجب بعده ولكن يجب عليك ألا تحزني فأنا بعد أيام سأطلب منك البحث عن فتاة بصفات تلك المرأة التي كنت تغارين منها وبعدها سأنجب أطفال وتكوني أما للأولاد والبنات أيرضيك هذا ؟ 

تذكرت أمي  كيف يفكر والدي بالزواج  وهو حسب كلامك يظن أنه هو العقيم !    

 هذا لأن والدها كان معه بنفس الشركة التي يديرها والدك كانت علا قتهما  أخوية جدا  وفي أحدى الأيام مرض والدها جدا خاف على بنته الوحيدة فليس لها أحد غيره وهو على فراش الموت أوصى والدك عليها  هي صغيرة جدا بالنسبة لوالدك  ولكنه قام بالزواج منها كانت فرصة لا تعوض بالنسبة إليه فهو كان قد أحببها ولكنه لا يستطيع مصارحة والدها خوفا من رفضه وهي كما علمتُ كانت تحلم به ولكنه كان بالنسبة لها أكبر من خيال ولكن ها قد تحقق المنى وكدت أكون ضحيته .

فراس : أتعرف إنك تحمل شبها كبيرا منها  حتى قلبك الرقيق يحمل مشاعرها وحنيتها ماذا يا أمي ؟ هل ستغارين مني ؟ 

 أيضا لأنك تتوهمين أني أحمل شبها منها  !   

 أمي إني حقا لا أفهم كيف تغارين منها وأنتي قد أنجبت بطل شهم  يدعى فراس كيف هذا أتخافين أن تنجب فرسانا غيري حتى وإن أنجبت لن أتركهم يتميزوا علي لأجل عيونك أمي ، فراس أنت حقا تزيد من حزني أرجوك أن تسكت لا أريد أن أسمع كلاما منك  أنت تزيد من عذابي ، فراس بكل صراحة أنا لم أنجب  في حياتي  ولدا قط لا ابن ولا بنت لي أتسمع هذا جيدا  أتسمع أنا عقيم لا أنجب وقد اضطررت إلى أن أوهم  والدك أنه هو العقيم حتى لا يفكر بالزواج علي ولكن للأسف تزوج لأن الله أراد له ذلك وكتب له أن يرزق بولد يحمل اسمه، ماذا تقولين إذا أنا ابن من أجيبيني أنا ولدك أرجو كي قولي أني أنا ولدك لماذا لا تجيبين ؟ 

فراس أنت لست ولدي مادمت لست ولدك أخبريني من أمي من والدي ؟ 

فراس والدك هو والدك  أبو فراس وأمك هي......... ماذا ؟هل تلك المرأة التي تحدثتي عنها أمي ؟!  

 نعم فراس تلك هي أمك ، 

إذا أين هي ماذا حدث لها لماذا والدي دائما يهرب من النظر إلي  أخبريني بصراحة يجب أن أعرف كل شيء، والدك يشك أن لديها علاقة مع شخص آخر ، كيف هذا كيف يشك بذلك القلب الصافي الذي لا يعرف الخديعة لماذا يشك بها لا بد أن بالأمر شيء أجهله أخبريني بكل صراحة ، هل السبب أنها أنجبتني  وهو يشك بعقمه !
لا ليس هذا فعندما أنجبتك فرح والدك فرحا شديدا كان صراخه يعم أنحاء الفيلة قائلا إن الله لا ينسى عبده المؤمن ، إن الله لا ينسى عبده المؤمن .

فراس :بصراحة أنا لا أفهم شيئا .

قبل كل شيء أريد إخبارك أن والدك ليس المذنب الوحيد لا أنكر قد يكون مذنب لأنه كان يميزها قليلا عني ، كيف هذا ألم تقولي إنه كان عادلا نعم ولكن قد تعمل المرأة المستحيل لأجل أن تكسب قلب زوجها لوحدها ، ففي يوم من الأيام أتى لزيارتي خالي من الرضاعة لم يسبق أن أخبرت والدك عنه فهو يسكن بأمريكا ولم أجد مناسبة لأتحدث عنه لوالدك ،كان قد عاد لأمر مهم وعندها قال سوف يأتي ليسلم علي قبل السفر عندها لم يكن يعلم أن والدك قد تزوج امرأة أخرى ، لم يكن بالمنزل سوى والدتك فقط  فقد كانت نائمة تستيقظ على صراخ الوالد.

ومن فتح له الباب من تقصد خالي أم والدك ؟؟

أقصد خالك فأنا أعرف أن والدي يحمل مفتاحا للفيلة معه،

 أنسيت الشغالة فهي لا تعرف شيء عن عادات المسلمين ببلادنا سألها عني قالت له انتظرها بالداخل فهي عائدة بعد قليل ،،  كان ينظر والدك إلى أمك نظرات الاتهام عندها لم يملك نفسه طرد خالي من الفيلة ينظرُ خالي الى  والدك لم يستطع التكلم فوالدك هجم عليه هجوما عنيفا أخرج السكين من جيبه واتجه نحوه دون أن يستمع إليه كان يستوقد نارا ولهيبا لم يترك له الفرصة ليتكلم ويدافع عن نفسه ..

كنت أنت يا فراس مازلت صغيرا فلك من العمر ثلاثة أشهر خرج خالي من الفيلة هاربا لم يجد الفرصة  للتكلم والدفاع عن نفسه لأن والدك كما تعرف متسرع  وشديد العصبية عندما يكون بهذه الحال لا يستمع إلى من حوله كان والدك يتأسف على كل لحظة قضاها معها بدأ الشيطان يلعب بعقله وقلبه لم يترك لها الفرصة للتكلم وتبرئة نفسها طردها من المنزل وحرمها من طفلها تقول الشغالة أن والدتك كانت تدق الباب وتقول أعطني ولدي فكيف يستطيع أن يعيش بدوني لكنه كان يردد تلك الكلمات إنك ممثلة بارعة ترتدين لباس الطهر والنقاء مبارك لكي أنكي إستطعتي خداعي كل هذه المدة كنتِ قد ملكت قلبي كليا كنتُ أرى الحياة بوجه آخر خالية من الخداع والقسوة ،كنت مغفلا فعلا يبدو أني كنت بدار الخديعة بنفسها أنا غبي فعلا ، كانت والدتك تدق الباب وتقول أعطني ولدي كيف يستطيع العيش بدوني كانت لحظات حزينة لم يفتح والدك الباب كانت آخر كلماته لها سوف تبقين هكذا  للأبد معلقة دون طلاق وولدك أنتِ وذلك الرجل سأحرمك منه أتفهمين .    

 فراس : وخالكِ لم يفعل شيء   ؟! 

ومن قال لك أنه لم يفعل شيء أتصل بي على الجوال وقال إنه يريد أن يراني وقال لي أنتظره إلى أن يأتي ويأخذني معه بالسيارة عندها جاء وأخذني معه بالسيارة  وأخبرني بكل شيء وطلب مني أن أبذل جهدي وأصلح المشكلة وأختار الوقت المناسب حتى يتفهم زوجي الأمر  فهو لم يبقى له وقت لمعالجة ما حدث فلم يبقى على موعد الطائرة إلا نصف ساعة فقط كل مافي الأمر أنه كان يريد أن يسلم علي قبل الرحيل وسألني قائلا الم تخبريه عني من قبل ، أخبرته أني لم أجد فرصة لذلك ولكنني طمأنته أني سأصلح كل شيء ، بعدها رجعت إلى صديقتي وحكيت لها كل شيء  كانت أنانية جدا وأنا كذلك أخبرتها بالقصة وقالت لي فرصة لا تعوض أنصحك ألا تخسريها قلت لها ماذا تقصدين قالت لا تخبري زوجك بشيء وإلا إن عرف بالحقيقة سيرجعها للفيلة وسيزيد حبه لها ،ففعلا لم أخبره بشيء ،فكانت بالنسبة لدي فرصة جديدة لأستوطن قلبه وحدي.

ولكنها أيام معدودة وسمعت بطلاق صديقتي  لسبب لم أعرف حقيقته ، وخالي لم يتصل بي منذ ذلك الوقت لا أعرف لماذا ؟.

،بعد أسبوع  من الحادث جلس بصالة الفيلة كنت قد اتخذت القرار وقررت ان اخبره   بكل شيء ولكنه بدأ يهلهل علي تلك العبارات الجميلة أصبح يكن لي كل الحب أصبحت محبوبته الوحيدة.

 قال لي: إنك امرأة عظيمة ضحيتي بحياتك من أجلي تحملت البقاء معي وأنا عقيم عندها شعرت بسعادة عظيمة ولا أنكر شعرت بتأنيب الضمير ولكني لم أرى تلك النظرات الجميلة ولم أسمع ذلك الكلام الرقيق منذ فترة . 

 فراس:  يا ترى لماذا لم يذهب ويأخذ بعض التحاليل ليتأكد بنفسه؟ 

لأنه كان يخاف دائما من أن يواجه الصدمة كان يطلب مني أحيانا أن نذهب إلى المستشفى ونعمل العلاج اللازم ولكني كنت أرفض وأقول له أنت هو العقيم وأنا راضية بالعيش معك لا أنكر كان يسمع كلامي جيدا لدرجة أني أتساءل أحيانا لماذا يلبي كل ما أتمناه ،ولكني لا أهتم المهم انه يلبي لي . 

فراس : هذا لأنه أحببك بقلب صاف لا يعرف الخيانة ولكن للأسف لم تبادليه نفس المشاعر ، كيف تقول هذا أنا أحبه ، إنك حقا لا تعرفين الحب الحب ليس كلمة تنطق بل مشاعر متبادلة قولا وفعلا ،

 ولكنه لا يبادلني الحب لو أنه أحببني لم يفكر بالزواج علي امرأة  أخرى ..صدقيني الحب لم يكن لينقص عنك أكان متزوج بأخرى أم لاء ولكن على حسب الزوجة اللبقة الذكية ، ماذا أنا لست ذكية لا لا أقصد هذا ولكنك استخدمت ذكائك بطريقة خاطئة أنت الآن محبوبة والدي ولكن ماظنك أن تكوني بعد أن يعرف تلك الأسرار الغامضة متأكد أنكِ حينها ستخسرينه بسبب طمعك وأنانيتك .    

فراس: أنا حقا حائر لماذا تلك النظرات التي تتهرب مني؟ 

لماذا كان يلبي لي كل ما أتمنى  ؟

لماذا تر كني بالفيلة معكم  ؟!       

سأجيبك انا:

أولا يتهرب من النظر إليكَ لأنه يرى فيك تلك الذكرى القديمة، وأبقاك بالفيلة لأني طلبت منه أن تبقى معنا وقلت له ما ذنب هذا الطفل يحمل ذنب غيره لنرعاه ونكتسب فيه الأجر من عند الله وذكرته أنه لن يصير له أولاد .                                                                        

ماذا !!!؟؟

ظهرتي أمامه أنك الطيبة الحنونة ..إنك فعلا قاسية القلب ، ماذا أتقول أنني قاسية القلب وأنا قد رعيتك وغمرتك بالعطف والدلال .  

 فراس :أرجوكي أسكتي فأنا لا أطيق أن أسمعك تتكلمين عن العطف والحنية ، لأنكي لا تملكين منها شيئا ، ألا تشعرين بتأنيب الضمير كنت تعرفين حقيقة تنقذ امرأة من تلك الإتهامات التي لن يطيقها أيا كان ،حرمتيها من ولدها لأجل كذبة جنيتيها على نفسك ، حقا أنا الآن أرى فيك الأنانية والحقد والظلم أين ستذهبين من الله ألا تخافين عقابه ...
صدقني كل هذا كان لغيرتي الشديدة على والدك فأنا لا أتحمل أن أراه مع امرأة أخرى ،  أتعرفين هذا الغباء بعينه ، هذه الغيرة التي تحكين عنها ليست غيرة كما تقولين إنما هي وسوسة شيطانية ركضت إليها لتقودك إلى ما أراه بمخيلتي حين يعرف والدي بالأمر .

ماذا هل ستخبر والدك ؟

نعم سأخبره ، بكل شيء ليعرف ماهي نتائج التسرع ،هاهو قد خسر زوجته المخلصة الوفية .

 ماذا أتقصدني أنا ؟ عجيب امرك لاء لستِ أنتِ إنما هي النسمة الرقيقة أمي .    

 فراس: بالطبع أنتم الآن لا تعرفون أين أمي  وأبي ألآن يعيش على أنها قد خانته         ولكن أتريدين أن تعرفي الحقيقة والدي مازال يحبها كثيرا ،والدليل على ذلك أنه كل ما تذكرها يحدث له هذا الإغماء وهذا إنما هو لحبه الشديد لها .  

خرج فراس بسيارته متجولا يبحث عن أمه التي لا يعرف أين هي ،يجول هنا وهناك لم يجدها الدموع تتساقط من عينيه كيف أستطيع معرفتها بعد هذه السنين العديدة لا يعرف ما العمل؟ 

بقي يجول هنا وهناك إلى أن رأى لوحة مكتوب عليها مشغل أم فراس للخياطة لمح اللوحة وهو مسرع بسيارته عاد مرة أخرى ينظر إلى تلك اللوحة  قائلا :يا ترى من هي هل ستكون أمي لا  لا يمكن هذا كيف يكون لديها مشغل ووالدها قد مات ولم يبقى لها أحد على هذه الدنيا بقي جالس أمام المشغل وعقله يدور ويفكر أين سأجد  أمي إلى أين أخذها مني القدر..  إني أتألم من أجلها كثيرا.

فجأة تخرج امرأة معها فتاة شابة سمعها تقول لها عمتي الغالية أم فراس ماذا ستأخذين لولدك فارس لقد وعدته بلعبة جميلة ، انقفلت الأبواب أمام فراس قال في نفسه لقد اتضحت الأمور أخيرا هي ليست أمي تلاشت احلامه في دقائق .

ولكن لم يعد إلى فيلة والده ذهب إلى إحدى الشقق وجلس فيها ،بدأ يفكر أين سيجد أمه ولكنه لم ينسى تلك المرأة التي تدعى أم فراس وبدأ يخطر بباله العديد من الأسئلة يا ترى من هي تلك المرأة ولماذا تدعى أم فراس ولماذا لديها ولد يدعى فارس إن الإسمان مشتبهان قد يكن فراس أسم تدلل به ولدها فارس ، لكن لماذا دق قلبي بشدة حين رأيتها خارجة من المشغل أنا لا أنكر كانت ترتدي الحجاب ولكني أحسست  شعورا غريبا وأنا أراقبها جلس يفكر وخطر بمخيلته العديد من الأسئلة لماذا يا ترى تبعتها بسيارتي إلى الفيلة هناك  ؟ 

هي تسكن بفيلة كيف تكون أمي ؟ 
جلس هكذا ثلاثة أيام وهو يراقبها ذاهبة راجعة ، أخيرا قرر التخلص من هذا الوهم الذي يسيطر عليه .

ذهب إلى الفيلة لمواجهة الأمر دق الباب فتح له رجل يبين عليه الثراء قال له : أتسمح لي ببعض من وقتك ، قال له بكل سرور تفضل ، دخل فراس المنزل وبعد لحظات نادى الرجل فارس حظر فارس وقال له أطلب من الشغالة أن تحضر لنا القهوة ، جلس فراس حائرا يا ترى ماذا أقول له لقد أحرجت نفسي فعلا ، بعد لحظات رجع فارس إلى والده وقال أبي لقد وصلت أمي وأحضرت لي اللعبة التي طلبتها ، ولكنها قالت لي كعادتها فراس تفضل اللعبة ثم جلست تبكي لماذا دائما تبكي هكذا .

قال الرجل : فارس اذهب الآن إلى أختك وصال واتركني ألا ترى لدي ضيوف ، تشتت الأفكار لدى فراس لماذا تبكي تلك المرأة ولماذا تنادي ولدها فارس فراس ولماذا هي تدعى أم فراس أصبحت الآن حائرا ، نادى الرجل على  فراس وقال ما أسمك أيها الشاب ، تردد فراس و قال هل قلت مااسمي  أصبح حائرا يقول بنفسه أأخبره باسمي لماذا لا أخبره هو أسمي ،وأخيرا قرر التكلم   قال مترددا أسمي فراس ،  قال الرجل : ماذا أسمك فراس ياسبحان الله أسم جميل ،لقد قلت تريدني بأمر مهم ما هو ؟  

 فراس ماذا  أأقول له كنت أشك أن زوجتك هي أمي ما هذا الكلام أمي ليست هذه فهي مازالت معلقة لم يطلقها والدي كيف لها أن تتزوج .

جلس ساكتا وقال مابك ماذا لديك أيها الشاب ... ماهو الأمر المهم الذي قلت لي أنك تريد أن تكلمني فيه تردد كثيرا ثم قال كل مافي الأمر أن لدي مشكلة وأردت أن أستشير رجل أعمال يحمل من الخبرة والثقافة ماتحمل ولكنني آسف جدا يبدوا أني تجاوزت حدودي كثيرا ، أكرر أسفي أنا ذاهب وأتمنى أن تسامحني لجرأتي الكبيرة ، الرجل لا لن تذهب حتى أفهم منك كل شيء أخبرني وسوف أستمع لك بقلب رحب وأتمنى من الله أن يقدرني على مساعدتك ، يقول فراس بكل صراحة هي مشكلة خصوصية أثرت في الكثير مما تجعلني أتوهم أشياء غريبة وأنا جئت إلى هنا لأقطع هذا الشك،  بدأ فراس يحكي وقال كنت باحثا عن أمي أم فراس فأنا عرفت قبل أيام أن أمي التي ربتني ليست أمي ، وأمي أم فراس لا أعرف أين هي. 

كنت أجول بالمدينة باحثا إلى أن رأيت لوحة مكتوب عليها مشغل أم فراس ،لعب الشيطان بعقلي وقلت يجب أن أقطع هذا الشك لهذا جئت إلى هنا شككت أن أم فراس هي أمي ولكني تأكدت الآن أنها ليست أمي ، ولكن ياترى أين ولدك فراس آسف آسف على تطفلي ماذا؟  لا تجيب ؟؟

يحق لك هذا وأشكرك أنك تحملت أن تسمع كلام شاب يركض وراء الأوهام مثلي ، أنا ذاهب أكرر أسفي ،بقي الرجل مذهل مما يسمع لم يتكلم كلمة واحدة ، خرج فراس من المنزل وهو خجل من ما عمل ولكن ما صار قد صار لا يفيد الندم والتندم ، نادى عليه الرجل وقال فراس لا تذهب ، تسمع أم فراس الصوت وتقول ماذا قلت فراس ولكن فراس يذهب إلى السيارة متجاهلا ما يسمع ، بدون شعور تنادي المرأة قائلة فراس ولدي ارجع أخيرا وقف فراس مذهلا أمام مايسمع ويرى ، يقول أتناد يني أنا أيتها العمة الطيبة ،تنظر إلى زوجها قائلة أهو ولدي قال اتوقع  أنه هو ، ذهب فراس متجها نحوها طلبت منه أن يحكي لها الحكاية بدأ يحكي الحكاية الدموع هذه المرة لا تتوقف من عينيه وهي كذلك يقول لها فراس أنا أتمنى أن أعرف مكانها هلا قدمت لي خدمة هلا سألت لي عنها فأنتي تستطيعين أن تدخلي تجمعات النساء وسأكون ممنون لك جدا فهي قد تكون بأمس الحاجة لي ، ماذا لديكم لماذا تنظرون لي بهذه الدهشة ، أتستعجبون من جرأتي الزائدة ،صدقوني ليس من السهل أن يعلم أحد أن أمه التي ربته ليست هي امه ،ليس من السهل أن يعرف حينها أنها تعرضت للظلم القاسي ،ليس من السهل أن يعيش دون أن يبحث عنها ،صدقوني كل ما عملته إنما هو لحبي الشديد لها فهذا شيء بسيط ..فقد أعمل أشياء عجيبة أخرى المهم أن أعرف أين أمي ، بقي الجميع في هدوء لم يتكلم أحد .

وأخيرا قال فراس : أتعرفون إني أطمع بالتعرف على ولدكم فراس هلا سمحتم لي بذلك   أبو فارس: كيف تطمع أن ترى فراس وهو الآن بيننا ، ماذا أتدللون فارس بهذا الاسم ،لا هذا هو أنت يا فراس ،ماذا أأنا الآن أمام أمي أمي التي حكيت عنها ، يتجه إلى أحضانها باكيا .

يأخذون فراس ويدخلون الفيلا جميعا  فيقف فارس مذهلا ويقول الدي أخ هل فراس هذا هو فراس الذي تتحدث عنه أمي دائما ، ينظر فراس إلى فارس ويقول  نعم أنا أخاك الأكبر ومن الآن فصاعدا ستجد من يلعب معك الكرة أتوافق على هذا ،يقول فارس بكل سرور يا أخي .
وبعد صمت من ادهشة  ينظر فراس إلى أمه قائلا أنا لا أفهم ،كيف تزوجتي من هذا الرجل ؟

فتقول له هذه حكاية طويلة عندما طردني والدك من الفيلة كانت لحظات صعبة لبست عباءتي وخرجت أتلطم بالشوارع إلى أن جاءت سيارة مسرعة اصطدمت بها كان السائق هو هذا الرجل الذي هو أمامك ، أخذني وذهب بي إلى المستشفى عالجني إلى أن شفيت تماما كان لا يوجد لديه سوى بنت واحدة تدعى وصال كانت قد فارقت والدتها الحياة وهي ما تزال صغيرة رافقتني وصال بالمستشفى وعندما شفيت لم يستغنوا عني خاصة بعدما عرفوا ماجرى لي ، أتصدق أستأجرو لي شقة هدية لي ،والإيجار يدفعونه عني ،وبالإضافة إلى هذا كانت وصال تأتي لزيارتي دائما ، قررت أن أشتغل لأضيع وقتي ، ولأنشغل عن الذكرى الحزينة قليلا ، جلست هكذا سنتان كاملتان إلى أن طرحت علي وصال فكرة الطلاق من والدك ذكرتني أنه في حالة هجران الزوج الزوجة مدة طويلة حكم لها الشرع بطلاق من المحكمة الشرعية ، فكرت كثيرا وعرفت أن والدك ، لا يفكر بأن يعيدني إلى الفيلة ، وأنا أيضا لا أرضى لنفسي أن أعود إلى من رماني بسبب تسرعه وحكمه علي دون أن يعطيني فرصة واحدة لدفاع عن نفسي ، لن أرضى لنفسي أن أعيش مع إنسان منحته قلبي ومشاعري ويحرقها بهذه التهمة الفضيعة ليعم دخانها الأسود أنحاء المدينة ، فقررت أخيرا أن أطلب الطلاق وهذا ما حصل.
 بعدها تزوجت من هذا الرجل لقد عوضني الله بهذا الرجل ،كان هو البلسم الشافي لجروحي كان يتفهم دائما موقفي ، ولم يتسرع مرة بالحكم علي إنه حقا نعم الرجل .

فراس:  أنا لا أعرف أأنا بحقيقة أم بحلم ولكن إن كانت حقيقة فهي أفضل لحظات مرة علي بحياتي ، أما إن كان حلم أتمنى من الله أن أفضل نائما للأبد حتى لا ينتهي الحلم ، 

فارس: أخي فراس أتريد أن تعرف أهي حقيقة أم حلم .
فراس: نعم .

فارس أنتظر نادى فارس على وصال وقال وصال تعالي سلمي على أخي فراس .

 فراس : لالا ماذا تقول ضحك الجميع وقال فارس : إذا هذه حقيقة لو كان حلما لقبلت أن تراها ، ماذا أتسخر مني ، أمي إنظري إلى وصال أقصد فارس، أرأيت لقد قلت وصال !  
تقول أم فراس أخيرا أضحك من قلب مشروح حقا الحمد لله أن جمعني بولدي ، بقي فراس بالفيلة ثلاثة أيام بعدها قال يجب أن يعرف أبي الحقيقة ، أخذ زوج أمه وزوجة والده ، كان قد بحث بدليل الهاتف عن خال زوجة والده وطلب منه الحضور أخذهم جميعا وذهبوا إلى زيارة والده بالمستشفى ، أخبر والده بكل شيء إبتسم والده وهو دامع العينين الحمدلله إيذا هي تستحق أن تملك قلبي لا أنكر أني قد خسرتها ولكن هذا جزاء تسرعي وعدم المحافظة عليها مبارك لك أبا فارس أم فراس ، أما بالنسبة لكي أيتها الزوجة الأنانية أنتي طالق وتذكري دائما ان لمظلوم سينتصر ولو بعد حين ، 

ولكن لن أحزن عليك فأنتي تستحقين اكبر من هذا اذهبي ولكن انتظري قليلا واسمعي 

حينما كنا سويا بالفلة كنت احمل لك بقلب الكثير ولكن الآن لم يعد في قلبي سوى الكره فأنتي من سلب السعادة من قلبي .
،خرجت باكية لحق بها فراس وقال أنا مازلت عند وعدي لن أتركك ، نعم لقد عملت الكثير بأمي ولكن الوعد وعد ، فمهما حصل انتي سبق وربيتيني ..

بكت بشدة وقالت ليس غريب عليك فأنت مثل والدتك تماما.

 وبعدها تزوج فراس من وصال وعادت الحياة ضاحكة بسومة. 


بقلمي نوال لفيفي  

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

مدونة نوال الفيفي

2016