القلب النقي

 

النقاء ، الصفاء , كلمتان تطلقان على الشيء النقي الواضح الذي لا يكدره شيء ،مثلا:

 

الذهب : نطلق عليه وصف نقي صاف عندما يكون ذهبا نقيا خالصا.

 

الماء: نطلق عليه ماءاً نقياً صافياً عندما نقوم بتحليته من الشوائب الضارة ليصبح نقيا صافيا صالحا لشرب .

 

القلب: القلب هو الإنسان , والإنسان هو القلب , وهو الأهم والأغلى من كل شيء فما أسعده من قلب إن كان من يديره إنسان لا يدنسه بأي صفة دنيئة في زمن أصبحت فيه الصفات السيئة لا حصر لها وأساليبها جداً مختلفة، عندها يكون القلب الفائز هو من يحظى بهكذا انسان، وياله من ألم عندما يكون القلب تحت سيطرة شخص لا يعني له الخوف من الله شيء عندها كيف سيصبح حاله؟ بل وكيف سيصبح حال الدنيا ككل؟؟.

 

سيصبح حال الدنيا سيئاً لدرجة أنها ستكون تحت سيطرة الرغبات الروحية!.

 

كيف يكون الضمير اليقظ؟

 

الضمير اليقظ : هو ذلك الضمير الذي يدلي لك بالإجابات الشرعية بدون ان تسأل احد الشيوخ او العلماء، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ( الحلال بيّن والحرام بيّن ) إلى آخر الحديث.

 

الطريقة: عندما تقوم بعمل ما تجد في هذا العمل عدم الراحة النفسية تجاه ما عملته أو قمت به تجد نبضات قلبك مضطربة متتاليه لسبب الخوف من ربك ومن عواقب هذا الفعل. يأتيك شعور فضيع بأن ما قمت به شيء لا يرضاه الله سبحانه وتعالى. عندها يكون ضميرك صاح يقظ. فمبارك لك هذا الضمير. فوراً عندما تحس بهكذا إحساس تدارك وضعك واعمل ما يريح ضميرك. إن احسست بالراحة عندها هي بشرى من الرب سبحانه أنك بالطريق الصحيح. فهذه صفات روحانية هبة لمن يجعل الله أمامه ونصب عينيه مهما ضعف القلب وقابل من غزو فكري وغزو نفسي وغزو مادي , رغم هذا كله فإن ضميره لا يرضى سوى بالنور في النور .

 

القلب النقي: واحة تعطي كل من حولها الحب, الحنان, و الإخاء. ترى كل من حولها زهوراً صافية تنشر العبير ولا تفكر أبداً بالأخذ والإستغلال. القلب النقي يرى الكل بعين واحدة لذلك يجب أن نصبح يقظين بزمن أصبح فيه الإستغلال عنصراً مهماً ، لا نلحظه إلا بعد الوقوع بشباكه. ولكن هذا يجب ألا يؤثر على صفاء قلوبنا وتقديم الظن الحسن بالآخرين وبكل ما حولنا. فإذا وجدنا في لحظة من اللحظات أنه لا مجال للظن الحسن فإنه ينبغي علينا وقتها التيقظ .. فالمؤمن كيّس فطن.

 

مايحزن القلب حينما نرى أن المادة بكل أشكالها أصبحت هي من تجعل الناس تقدم المعروف لنا ، أصبحت المادة هي من نستطيع بها كسب القلوب ،أصبحت المادة هي من تجعلنا نعيش حتى بأحضان الحب والحنان. أفاااااااا الماديات سلبت منا القلب الطيب !؟

 

المادة سلبت منا العطاء !؟

 

المادة سلبت منا حتى الأمان !؟

 

والله ثم والله إن القلب الصافي النقي أغلى من كنوز الدنيا إن وجد بهكذا زمان.

والله إن القلب النقي أطهر وأكرم من البنوك والتجارات المربحة.

أين القلوب النقية الصافية؟.

 

شيء جميل ورائع أن نجد أناساً يعملون المعروف لوجه الله ولنشر الحب والإخاء .

 

شيء أجمل أن نجد أناسا يترفعون عن تزوير المشاعر. بل قلوبهم صافية واضحة تزرع الحب وتنشر السلام دون الطمع لغرض دنيوي.

 

أصبحنا بزمن نجلس بالمجالس والمدح والثناء بالوجوه. وبمجرد أن يلتف الظهر ويقوم الشخص بالخروج من المجلس ينقلب الكلام وتتناثر الكلمات الشيطانية بالغيبة والنميمة. والأسوأ من ذلك أن تتابع الكلام بالظلم وقول ماليس بموجود بل من باب الغيرة والتشويه. عجباً , ألهذه الدرجة يرخص الإنسان نفسه. يلوث لسانه بالهتك والكلام بأعراض الناس. ما أتعسه من قلب من يحمل كل هذا السواد والكره بداخله، بالنهاية قلب المتكلم بهكذا كلام هو تائه مريض بمرض قد يدمر حياته إن لم يتدارك الأمر ؟

 

شيء جميل أن نجد المتكلم فيه تظهر عليه ابتسامة تشرح صدره لأنه أصبح غنيا دون جهد. ولكنه اختزن ثروته لذلك اليوم الذي أصبح قريب منا جدا ولكن الغافلين لم يتداركوا أنفسهم ويصحوا من غفلتهم, فإلى متى هذه الغفلة !؟

 

القلب النقي هذا القلب الذي يعيش بعالم بسيط يراه بعين قلبه الحي أبيض صاف لا تتصاعد منه أدخنة تشوه فضائه. القلب النقي من ينام مرتاح البال محبا للكل لا يعرف الحقد أو الكره بل ولم يحس بهذا الإحساس بحياته. ما أجمله من قلب هذا القلب الذي يحب أن يعطي ولا يفكر أبدا بالأخذ. القلب النقي بريقه يجعل من حوله يحب عيشه وبساطته وحبه السخي. القلب النقي لؤلؤة مصونة يغطيها جسد عذب يظهر على وجهه سمة , ونقاء قلبه يضيئ حياته بأي اتجاه يسلكه. ما أجملك ايها القلب النقي وما أسعد الإنسان الذي يحملك.

لنجعل من قلوبنا ينبوعا صافيا ، لنجعل من قلوبنا نبضات حيه بحب الله وحب الآخرين من الناس.

 

بقلمي نوال الفيفي